كلام الناس
TALAL
هذه الصفحة من إعداد الزميل أسامة عبد الرازق




 



"دروب ريفية" بين جبيل والبترون

في حفل جرى برعاية وزارة السياحة، وجمع فعاليّات المنطقة بالإضافة الى ممثلين عن البلديّات ومختلف الجمعيّات والمؤسّسات المدنيّة المحليّة... وبحضور سفيرة دولة استراليا (الآنسة ليندال ساش)، مموّلة المشروع عبر برنامجها  Aus AID،  أطلق معهد "التلال" للتنمية السياحيّة والريفيّة مشروعه :دروب ريفية" بين جبيل والبترون. (في 16 الجاري، في "مركز المهن الحرفية" في شارع الخان - جبيل)...

بداية – وكما جاء في برنامج المؤتمر الصحفي – قدّمت الحفل ممثلة معهد "التلال"  الآنسة جوليانا نجم، تلتها كلمة ترحيب من السيدة لطيفى اللقيس، مسؤولة مهرجانات بيبلوس. وبالمناسبة ايضا كان شكر، وعلى هامش الاحتفال، للسيدة سوزي حبيش، رئيسة "جمعية أصدقاء بيبلوس" التي وضعت بتصرف المشروع  "مركز المهن الحرفية" في شارع الخان (جبيل)... 

كلمة وزارة السياحة القتها السيدة منى مروان فارس، فكلمة سعادة سفيرة الحكومة الاسترالية في لبنان الآنسة "ساش".

بإختصار شديد، يهدف المشروع إلى الترويج للمنطقة المشار اليها كمقصد سياحي مميز... وبالتالي فهو محاولة جادة ومساهمة فاعلة في تنمية وتطوير المنطقة عبر تكييف دورتها الانتاجية (من خلال  تحفيز السياحة الريفية والتراثية فيها).

السيدة نور فرّه من معهد "التلال" شرحت المشروع بتفاصيله. قالت إنه يعنى خاصة بالسياحة الريفية وهو باكورة جهد وعمل دؤوب منذ العام 2006. في مرحلته الاولى، وُضعت دراسة وافية لـ"طريق" او "دورة- “circuit   سوف تلتفّ عبر 20 قرية من مناطق جبيل والبترون هي: الحلوة، المنصف، غرزوز، معاد، غلبون، بجّة، حاقل، الغاربة، ميفوق، الدّوق، تولا، جران، كفيفان، سمار جبيل، رشانا، تحوم... على ان تمتدّ لاحقا الى لحفد، جاج، ترتج وحدتون.

جرى العمل على تحقيق إحصاء او وضع بيان بمختلف "مناطق الجذب" التي يمكن ان تهّم اي سائح او زائر الى المنطقة، من آثار تاريخية او معالم ثقافيّة، دينيّة  وتراثيّة، الخ.... وقد استكملت اللائحة عبر الاشارة الى مختلف النشاطات المحليّة (من اعمال حرفيّة او حتى من انتاج زراعي)، بالاضافة اخيراً الى وضع جدول او لائحة بالخدمات السياحية المتوفّرة في كل قرية من قرى "الدورة" المشارة اليها.

في المرحلة الثانية كانت عملية تقويم للـ CIRCUIT – الدورة – : مجموعة أسئلة وجّهت الى عدة مكاتب سياحية تنظّم رحلات الى المنطقة، والى أكثر من 80 زائر أوروبي  ومغترب لبناني للوقوف عند آرائهم. وجاءت ملاحظات هؤلاء  بالغة الأهمية ممّا ساعد في تحسين المشروع بعد معالجة الثغرات التي تبيَّنت لاحقا لفريق العمل.

في المرحلة الثالثة والأخيرة، كان تكثيف لدورات تدريبية في الإرشاد السياحي (بدأت منذ العام 2006 -  لمرشدات  من المنطقة. وقد لحظ المشروع أيضا وضع "بطاقات تقنية" او تعريفات خاصة بكل قرية او معلم وباللغّات الثلاث (العربية والفرنسية والإنكليزية)، ليصار بعدها الى طبع كتيّب او منشور سياحي BROCHURE بالإنكليزية والعربية، تضمَّن خرائط للدورة ومعلومات هامّة تساعد الزائر على تنظيم رحلته تبعاً لإهتماماته.
الكتيّب الذي أُطلق في الحفل، سيجري توزيعه مجّاناً على الهيئات المحليّة والعّامة والبلديّات، ومكاتب السفر ومكاتب السياحة وتنظيم الرحلات...وعلى الجمعيّات المختلفة.
جاء في مقدمة الكتيّب (مما حملته كلمة الترحيب)... في خير تعبير عن الأسباب الموجبة للمشروع برمته: 

 

عودة للأعلى



سليمان: "لبنان كتاب حضارة نمت منذ ستة آلاف سنة، وانطلقت من ساحله الابجدية لتؤلف كتب العالم قاطبة"

ألقى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان كلمة في احتفال في الاونيسكو لمناسبة افتتاح "بيروت عاصمة عالمية للكتاب" لعام 2009، جاء فيها:
 
"سنة كاملة مباركة نبدأها مع الكتاب، في العاصمة العالمية للكتاب، بيروت. تسمية دولية تستحقها عاصمتنا، من إبداع اللبنانيين، وتنوع إنتاجهم، وصناعة الكتاب ونشره على مدى عقود طويلة. هي قلادة على صدر كل من كان الكتاب جليسه حتى عندما يعز السراج.

وهي مسؤوليتنا جميعا في ان يستمر هذا الوطن - الرسالة، منارة ثقافية، ومركز تفاعل حضاريا وانسانيا، ومثال التنوع ضمن الوحدة الوطنية.
فالتحية والتقدير لمنظمة اليونيسكو على اختيارها بيروت، والشكر ايضا لإتاحة الفرصة لنا لنضيف حبة الى عقد التميز في العالم، ونطلق طاقاتنا الفكرية الى جانب مدن ما يزال لها الباع الطويل في عالم الكتاب والقراءة.

لبنان، الذي حمل الابجدية الى العالم من شواطىء بيبلوس التي أعارت حروف اسمها للتوراة والمكتبات، ونشأت على أرضه أول مطبعة للشرق في دير مار قزحيا في القرن السادس عشر، وأسس اول مدرسة في العام 1789 في عين ورقة، تخرج منها المعلم بطرس البستاني، مرورا بعصر النهضة التي أثرت اللغة والأدب والفكر، يعود العالم اليه معترفا بما أنجز وحقق، وهو يطالبه بالمزيد لانه أهل لذلك.

اذا، هي الفرصة والتحدي، بهدف تعزيز المطالعة في لبنان، والالفة بين الفرد والكتاب.
انها المسؤولية الملحة لتطوير صناعة الكتاب ونشره، وسط الحداثة التي تجتاح وسائلها المرئية والمسموعة، بغثها وسمينها، اهتمام ابنائنا، لكي يظل للكتاب سحره الجاذب للقراء، ودوره الناقل اليهم، ثروات الفكر والعلم والأدب".
 
وأشار الى ان "مجلس الوزراء خص هذا الحدث بما يحتاجه من موازنة ودعم، لان نجاح هذه السنة هو مسؤولية كل لبنان، وجميع السلطات والقيادات وهيئات المجتمع المدني، التي نعول عليها كثيرا في كل ما يتعلق بالنهوض بالوطن". وأضاف: "ان دور الدولة من خلال وزارة الثقافة، يتركز على تنظيم الانشطة والبرامج في سنة الكتاب هذه، الا اننا نود ان نلمس تعاونا من الاهل والمدرسة ووسائل الاعلام وقطاع النشر المتنوع، والقطاعات الفكرية والإبداعية والاقتصادية التي تتكامل أدوارها في هذا الحدث الحيوي".
 
وتوجه الرئيس سليمان الى كل عائلة آملا في "ان تغرس حب القراءة في نفوس ابنائها، والى المرجعيات التربوية كي تجعل الكتاب قضية أبعد من الكتاب المدرسي والقراءات الإلزامية".

ودعا وسائل الاعلام "لجعل سنة بيروت عاصمة عالمية للكتاب سنة مميزة، والمبادرة الى اعتماد برامج جديدة تشد الناشئة الى الكتاب، والى نقابات الطباعة والنشر والتوزيع والتسويق، لاعتماد وسائل حديثة وتطوير صناعة الكتاب، بما يتناسب مع التطورات المتسارعة، وتشجيع المبدعين في كل مجالات الكتابة والتأليف، وإقامة المعارض المتخصصة لجذب المواطنين من كل الاهتمامات".

وإلى "هيئات المجتمع المدني، التي ما ترددت يوما امام مسؤولياتها"، طلب رئيس الجمهورية منها "مساعدة الادارات المحلية والبلدية، لتعميم وتعزيز المكتبات العامة في المدن والقرى، وإقامة الانشطة الثقافية التي تحقق التنافس الفكري وتكتشف المبدعين في كل مكان، وتحفز المواطنين على الإقبال".
 
وتابع: "أتوجه اليكم يا ابناءنا هنا وفي كل لبنان...
 
إقرأوا لكي تكونوا جديرين بالكرامة الانسانية، ومتمردين على الجهل والرتابة.
 
إقرأوا ما تشاؤون، هذا قراركم، فلا حرية تنمو وتعاش اذا كان هناك حجر ورقابة على الفكر والتعبير. ولكن مسؤوليتكم هي في ان تنموا كذلك ملكة التمييز، حتى لا يقودكم الفكر المتطرف خلف قراءاته المظلمة، فتحسنوا الاختيار.



انه القرار الذي لا يحدد فقط ماذا ستفعلون، بل يحدد كذلك ما سيدخل الى أعماقكم ويصنع الانسان الذي ستكونونه، تماما كما هي الحال في الخيارات الوطنية. فلكم فيها دور ومسؤولية من خلال ما تختارونه ليحمل صوتكم وهمومكم وطموحاتكم وتطلعاتكم الى غد مشرق تستحقونه".
 
اضاف: "اليوم تتكلل بيروت بتاج الكلمة. ونحن اذ ندرك مهابة هذه المسؤولية، لن نكتفي بتحويلها الى مجرد بريق احتفالي يغفل خصوبة التربة اللبنانية التي أثمرت فكرا نيرا وكتابا عظماء وإبداعا في الفن والعلوم والثقافة".

الهدف النهائي لكل الفعاليات المرافقة لهذه السنة، ولروزنامة الانشطة الغنية بالابداع والتنوع، هو خلق دينامية ثقافية تفاعلية تؤسس لارضية حاضنة لولادة الكتاب، وصناعته وانتشاره وصولا الى ترسيخ الشخصية الثقافية في نفوس ابنائنا.
 
انها السنة التي نأمل ان تحوّل نمط حياة الاجيال الحاضرة والاتية، فيصبح الكتاب فردا من الاسرة وصديق الوحدة ونبع المعرفة وأُفُقاً يومياً يَفتح أمام الكيان عوالم جديدة.
واذ يناضل الكتاب اليوم من اجل موقعه في وجه محيطات الانترنت التي تشكل خزان افكار البشرية وعلومها ويومياتها وثقافتها العامة، فإن ما يحقق فرادته هو كونه عصارة خبرة ومشروعا فكريا، ونسقا متماسكا يقود قارءه الى خلاصة كثيفة من المعارف والاداب في زمن قصير.

ولكم انتم حرية الانحياز، فلا تخلفوا في الاهمال من كان وسيكون الباني الاول للنفوس والحضارات".
وأردف سليمان: "اليوم الاول لسنة بيروت عاصمة عالمية للكتاب، نطلقه مليئا بالوعود وشغف الاعماق.
لبناننا يستحق ان يظل منارة، ووهج التاريخ والمستقبل على شاطىء المتوسط.

من هنا، طالبنا امام العالم ان يتحول لبنان مركزا دائما لحوار الثقافات والحضارات، في زمن حولت فيه العولمة الاقتصادية والاعلامية والتكنولوجية العالم، الى مساحة مفتوحة تمتزج فوقها الثقافات والعادات وانماط الحياة ولكنها افرزت في المقابل وبطريقة حادة ومناقضة، ميلا الى الانغلاق، وتطرف العصبيات ونمو رفض متبادل بين الاتنيات والاديان والجماعات المختلفة حتى داخل الوطن الواحد.

ولنا بالتأكيد نسيج خبرة حية في تلاقح الثقافات والمعتقدات والانتماءات الفكرية والعقائدية، ضمن كيان واحد نجح في ان يتحول نموذجا لتفاعل الانسانية بتناغم وايجابية.
 
ايها اللبنانيون على ارض لبنان وعلى كل ارض في بلدان الانتشار،
لبنان كتاب حضارة نمت منذ ستة الاف سنة، وانطلقت من ساحله الابجدية لتؤلف كتب العالم قاطبة. وبيروت هي ام الشرائع في مدرستها للحقوق. ويوم حسرت عن صدرها في جوف التراب، ظهرت في قلبها حضارات متتالية وعهود وحقب تشير الى صباحات في التاريخ افتتحت اياما من العز والمجد في تاريخ لبنان والشرق.
 
ولبنان كتاب المقاومة التي خطّت صفحاته بدماء الجنود والمقاومين الابطال، فتسطرت ملاحم عز من الجنوب الى بيروت والجبل ومن البقاع الى الشمال.
هو ايضا كتاب سلام وانفتاح.
هو اكثر من وطن، هو رسالة.

وفي الحوار والعيش الواحد تكتب عاصمتنا ومدننا وقرانا فصولا من كتب سماوية مقدسة قرآنا وانجيلا.
ولنا في الديموقراطية والحرية كتاب علينا ان نقرأ فيه بتمعن وشغف كل يوم، ونعتز به. جبالنا وسهولنا والشاطىء آيات رسمتها ريشة الخالق لوحات في كتاب الابداع لتمجيد الله".
 
وختم سليمان بالقول: "وطننا كتاب التاريخ والقيم، ودستورنا كتاب الوطن نلتزم به ونعلي من شأنه ونوطد امنه، ونرسخ سيادته واستقلاله ارضا لنا ولاولادنا واحفادنا يذودون عنها كلما ساورتها الفتن. فوجه لبنان اذا لم يكن مطبوعا بالثقافة والحوار والانسنة والولادة المتجددة، فهو الى زوال. واذا لم تكن الكلمة اساس البناء، فعبثا يتعب البناؤون.

مشروعنا ان نُكثر الزرع هذه السنة، من طيبات الفكر والقراءة وانوار المعرفة، عسى ان يكون الحصاد وفيرا، فيفيض من جيل الى جيل، لتظل بيروت عاصمة الحرف والكلمة وابجدية الابداع، يبني فيها الكتاب مقره الدائم حيث يحلو له ان يكون".
عودة للأعلى


ظلال رئيس في سيرة رجل: مذكرات فؤاد بطرس

تناولت مذكرات فؤاد بطرس الصادرة عن دار النهار محطات تاريخية أساسية ومحورية كان لها أثر كبير على مجريات التطورات السياسية التي شهدها لبنان. فهي استعراض للأحداث التي عصفت بلبنان في الخمسين سنة الاخيرة، يقوم به مسؤول بارز في الحكم وشارك في صنعها. تمحورت ما بين 1959 و1982، أي منذ دخول صاحبها المعترك السياسي وحتى تاريخ "خروجه" منه حسب قوله.

لن نتطرق هنا الى جميع القضايا والمحطات الهامة التي جاءت في الكتاب (...)، لكننا  سنحصر القراءة ونسلط الضوء على الفترة التي تحدّث فيها فؤاد بطرس عن الرئيس فؤاد شهاب ورؤيته الوطنية التي نشأ عنها مدرسة سياسية عرفت بالشهابية. هذه المدرسة التي انتمى الكاتب اليها ولا يزال، كان من داعميها الأساسيين من خلال قربه الوطيد والحميم من الرئيس شهاب وإيمانه بالمشروع الذي حاول تطبيقه. انها العلاقة الجدلية والتماهي بين الفؤادين؛ الصراع والمشادة بين شهاب وبطرس. دخل شهاب الى بطرس من باب الفؤاد فاستوطن، استكان ورفض الخروج. فلا عجب اذاً ان يراودك شعور بأن ظلال الرئيس شهاب تسكن هذه المذكرات وتنتقل معك من صفحة الى اخرى.

فؤاد بطرس هو إبن الشهابية ونتاجها ومن اكثر الوجوه المعبرة عنها. دخل السياسة بلفتة من الرئيس فؤاد شهاب عندما حاول الإلتفاف على النادي التقليدي للطبقة السياسية والإستعانة بشخصيات اثبتت نفسها في مجال القطاع الخاص. هو الذي راقب وتعامل مع هذه الطبقة لفترة طويلة، راى انها لا تملك الأهلية ولا الإستعداد لمساندته ولتبني رؤيته السياسية. فؤاد شهاب دخل الحلبة السياسية وحيداً، كان يحتاج الى من يشعره بالأمان في وحدته.   

فؤاد بطرس التصق بقوة وبعمق بالفلسفة الشهابية. بناء دولة المؤسسات الحديثة وتحقيق العدالة الاجتماعية والانماء المتوازن لتثبيت الوحدة الوطنية هي معالم واهداف النهج الشهابي التي رسمها. كما وابرز صعوبات هذه التجربة واصطدامها بالواقع السياسي.

ومن اهم ما جاء في التجربة الشهابية لصاحب المذكرات هو حديثه عن شخصية الرئيس شهاب الذي كان من القلائل الذين استطاعوا معرفته عن قرب. تشكل هذه المذكرات مرجعاً اساسياً لكل من يريد ان يكتشف شخصية "حبيس صربا" وان يحاكي عالمه الخاص، فمكتب رئيس الجمهورية مثلاً لم يكن عليه شيء سوى قلم، نظارات وصورة للسيدة العذراء. 

اسم فؤاد شهاب مسكون بالمكتب الثاني. كل ما ذكر اسمه، يُذكر المكتب الثاني وفي اغلب الأحيان لتشويه صورة الشهابية ولمحاربتها. هل هذا الربط في مكانه؟ ام هي اسطورة ترسخت في ذاكرتنا الجماعية، اسطورة رجل لعنته الآلهة؟ ما هي حقيقة علاقة الرئيس شهاب بالمكتب الثاني وموقفه من التجوزات التي كانت تحصل؟
انها رحلة في الكواليس، في اخبار واسرار تلك المرحلة، مذكرات فؤاد بطرس تعود في الزمن لكي تضيء وتحاول الإجابة عن امور كثيرة اكتنفها الغموض:

- من هو هذا الفرنسي، "راسبوتين" فؤاد شهاب، الذي لعب دوراً محورياً وأساسياً في الفريق الرئاسي والذي كان الرئيس شهاب يضع فيه ثقة شبه عمياء. من هو هذا المجهول الذي كان يهمس في اذن الرئيس ويثير امتعاض بعض معاوني القصر؟

- هل  كان الرئيس شهاب فعلاً ً في أجواء "الثورة المضادة" التي شنها حزب الكتائب اللبنانية ومناصري الرئيس كميل شمعون والتي كان هدفها اسقاط الحكومة الأولى بعد احداث 1958؟ هو الذي كان يؤمن بأن فرص مشروع الدولة الحديثة ستكون ضئيلة ما دام هناك فئة لبنانية ترى نفسها على هامش الحياة السياسية الوطنية؟
ما كان دور وتأثير محاولة إنقلاب القوميين السوريين عام 1960 على صعيد انعطاف مسيرة النهج الشهابي من خلال دخول المكتب الثاني الحلبة السياسية من الباب الواسع تحت عنوان حماية النهج. هل هذا الإنعطاف كان ردة فعل على ما جرى؟ واذا كان كذلك، لماذا استمر واصبح من السمات الأساسية للشهابية؟ اليست تجاوزات المكتب الثاني هي التي ادت الى تزايد الشخصيات السياسية المعارضة للرئيس شهاب تحت شعار انتقاد الأجهزة الأمنية ودروها؟ وهل نتحدث عن كل الاجهزة الأمنية؟ ولماذا بقي الجهاز الامني والذي على رأسه العقيد توفيق جلبوط  بمنأى عن كل اعتراض او نقد؟

وفؤاد شهاب في كل هذا؟ أكان يعلم بما يجري أو ان المكتب الثاني وضباطه بنوا لنفسهم استقلالية سمحت لهم بالتهرب من الرقابة؟  فؤاد بطرس ذكر مرات عدة تدخله بطلب من الرئيس شهاب للإحتكام الى القضاء في المشاكل التي كانت سبب التباين بينه وبين المكتب الثاني.
واذا كان موقف الرئيس فؤاد شهاب من المكتب الثاني هو الدعم الشبه الدائم له ولايمانه بدوره... ترى، ما الذي اراد الافصاح عنه لفؤاد بطرس في اخر ايامه عن دور هذا المكتب؟

مذكرات فؤاد بطرس (وما اراد عبرها) هو الدعوة الى إستخلاص العبر من الاحداث التاريخية السياسية الماضية، والاستفادة منها لتصحيح الوضع اللبناني الحالي، ومحاولة رسم مستقبل أفضل للبنانيين، "لأن خريطة بناء الدولة اللبنانية الحديثة والقوية والوطن الذي يعيش فيه جميع ابنائه في استقرار ورفاهية لا يمكن أن تكون الا متطابقة مع تلك التي وضعها فؤاد شهاب والتزم بتطبيقها اثناء ولايته الرئاسية" (كما يقول في نصّه).

(يتابع) ويبقى الرئيس فؤاد شهاب "عن حق وجدارة أميراً في النبل ومعلماً في الوطنية وقائداً في مقدم لواء المواطنين الباحثين عن خير شعبهم،" و "رئيس كبير للجمهورية."
اما شكوى الرئيس شهاب الدائم عن عدم تعاون الطبقة السياسية معه ومع برنامجه الوطني يفسر بعض الشيء معنى الكلمة الوحيدة التي كتبها على مفكرته الشخصية بتاريخ الثالث والعشرين من أيلول 1964: "الحرية".

ويبقى السؤال: اية حرية ابتغاها فؤاد شهاب يا ترى؟ الحرية من المسؤولية... الحرية من التنازلات ومن جشع الطبقة السياسية... الحرية من المسايرة والتسويات... الحرية من زواريب المناورات الأنانية... الحرية من شعوب الطوائف... الحرية من الإشاعات... الحرية من لعنة وطن يرفض الحياة... الحرية من يائس وعبثية المحاولة... او الحرية من الأنا... الحرية من عقدة ذنب ما...
وتبقى مذكرات فؤاد بطرس محاولة للاجابة عن كل هذه الاسئلة...فهل نجحت؟ القاريء هو من سيقرر... 

 

عودة للأعلى



 

"ما كنا رحنا حضرنا سينما أحسن" همس صديق لصديقته التي سبقته متحمسة إلى الداخل عند باب السوفيل.. أسبوع لسينما الواقع Ecrans du Réel  كما سمّاها المنظمون، لكن الكثيرين ما زالوا يعتبرون أن فيلما يمر بألوان رمادية أو بنية دون إضاءة معقدة و ممثلين جذابين و مؤثرات، ليس "سينما".. فما بالك إذا كان "صينيا"؟
داخل القاعة، يبدأ العرض بكتابة بيضاء كلاسيكية على الأسود، عن تاريخ حي بيكيني قديم يقع قرب المدينة المحرمة، بما لوقع هذا الوصف من إيحاء بسحر الصين القديمة، ليكسر المخرج السحر و يقطع إلى شارع رمادي مكسر الابواب لا نرى فيه سوى عجل كبير لبلدوزر يقترب حتى يملأ الشاشة و يدور في بطء و رهبة.. من قال أن هناك مسافة بين الرمزية و الواقع؟

بعد ذلك لقطة لرجل كبير يتكىء على عكاز، يمشي خطوتين، ثم يقف، تنتظره الكاميرا و ننتظره.. ها إنه يتكلم: "لن يتركوا حيا قديما في بكين! ماذا سيأتي السواح ليروا هنا؟ بنايات عالية؟؟ أليس لديهم بنايات عالية؟!"

حتى في الصين! هنا يعبر الفيلم سور الصين ليمس كثيرين في هذا العالم يفقدون هوية أمكنتهم لصالح البنايات الشاهقة..
الفيلم يروي قصة حي صيني تقليدي فقير يهدم و ينذر أهله بالإخلاء لبناء عمارات جديدة  تحضيرا لاستضافة الألعاب الأوليمبية.
و يستمر القطع، من مشهد لبائع الفحم الجوال الذي لا يجد من يشتري منه في حي آيل للهجران، إلى عائلة تجهد لإتقان تثبين لوح خشب يغلق باب المنزل المهجور حتى يأتيه الهدامون في الصباح التالي، إلى امرأة تصرخ في وجه العمال و تشتمهم.. إلى آخر المشاهد المأساوية التي تسبق الاحتفال الكبير..
كل الاحتفالات الكبيرة تقام على جثث ما.. هل هذا ما اراد الفيلم قوله؟ أم أن العالم يغرق في تشابه المدنيات التي لا تترك مكانا للفقراء؟ هذا و ذاك ربما، لكن الأهم مما قال هو كيف قال.

بواقعية اللون و الضوء و الإيقاع، التي قد تشبه مشهدا يوميا إلى حد النعاس، لكنها أيضا تشببه إلى حد تماهي المشاهد مع كل صرخة مستنفرة لامرأة غاضبة على ما يحدث لعالمها الصغير. حتى أن الإغراق في الواقع تجاوزه إلى ما بدا سرياليا في الصين فذكرنا بالسوريالي في كل مكان: مبشرة بوذية تلقي على العمال الجائعين درسا في اتباع بوذا و عدم أكل الذبائح حتى تصلح حياتهم، و تستتمر في تداع حر إلى أن يسكتها المخرج بمشهد لنساء لا يستطعن شراء الخضراوات في السوق المحلي.
أراده Olivier Meys نقلا للواقع فلم يتدخل بتعليق أو صوت شخصية تروي لنا ما يحدث، لكن لعبة التقطيع كانت أوضح من ان تقنعنا مجددا بأن المخرج وسيط حيادي بيننا و بين حقيقة ما.. من يطلب الحيادية على كل حال؟؟

عودة للأعلى

 
 

من أعمال الفنّانة Sandra Kheir Sahyoun 

تُعرض حاليّاً في State of art gallery المعرض بعنوان “Essences”  

يدوم المعرض لغاية ٢٠ ايّار ٢٠٠٩.

"State of art gallery المدينة الصناعيّة، البوشريّة – بيروت."
تفتح الكاليري أبوابها طيلة أيّام الأسبوع من الساعة التاسعة صباحاً وحتّى السابعة مساءً.

عودة للأعلى
 


أمين الريحاني
أمين الريحاني




"إنَّ عـــالِـــمـــاً يــــقــــولُ لا أدري، لـــخــــيـــــرٌ مـــــن جــــاهـــــلٍ يــــدّعـــــي الــــعــــلــــــــمَ"

عودة للأعلى


اكتب للمحررأرسلهاعلّق
 
مدوّنة الموقع أدخل الآن واكتب ما تريد
 















Photobucket



Beirut Weather
 
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free